الطبيب الفلسطيني رمزي خميس يقود فريقًا بحثيًا حول تقنية تحدد الترسبات التي تسبب النوبات القلبية

راديو موال :وكالات -نشرت المجلة العلمية “سيانتفيك ريبورتس” التابعة لمجلة “نيتشر” بحثًا طبيًا هامًا حول تقنية جديدة للتصوير من شأنها تسهيل عمل الأطباء في تحديد وتصوير الترسبات الدهنية الخطيرة التي تسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. وقاد فريق البحث الطبيب الفلسطيني الأصل الدكتور رمزي خميس – من بيت جالا – ومولته مؤسسة القلب البريطانية.

ويحدث تصلب الشرايين عندما تتجمع الترسبات الدهنية على جدران الشرايين الموصلة الى الدماغ أو القلب. وفي حال تمزق الترسبات، فيمكن لكتلة الدماء سد طريق الدماء المزودة الى القلب والدماغ، ما يتسبب إما بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. ويشار الى أنه في كل عام يموت 100000 مواطن بريطاني جراء ذلك.

واستخدم فريق جامعة إميريال كوليج – لندن تقنية بصرية جديدة، أطلقوا عليها التصوير الإشعاعي المقطعي الجزيئي، لتحديد كمية تأكسد البروتين الدهني الناقل للكوليسترول في الدم، وذلك في تصلبات الشرايين لدى الفئران. علما أن كمية التأكسد تلعب دورا كبيرا في تصلب الشرايين وتتواجد بكميات كبيرة في الترسبات التي من المرجح أن تؤدي الى النوبة القلبية او السكتة الدماغية.

وعند تحديد تلك الكمية، يمكن للأطباء معالجة تلك الترسبات إما من خلال استخدام أدوية معينة أو عبر زرع دعامة في المناطق المصابة.

ولرؤية كمية تأكسد البروتين الدهني الناقل للكوليسترول في الدم، استخدم الفريق الطبي مضادا حيويا صمم خصيصا لاستهداف البروتين المتأكسد. وأضافوا الى المضاد الحيوي علامة فلورية حتى يتمكن الباحثون من تحديد مناطق الترسبات التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين المتأكسد.

وخلال المرحلة الثانية من البحث الذي أنجز بالتعاون مع جامعة هارفرد للطب، استخدمت قسطرة خاصة تحت الحمراء للنظر داخل الشرايين لاكتشاف أي مضاد صنف فلوريا. ويأمل الباحثون بأن هذه الأسلوب سيتيح الرؤية التفصيلية والتي عادة تكون غير مرئية للأطباء باستخدام التكنولوجيا الحالية للنظر الى الترسبات الدهنية.

ويعكف الباحثون الآن على استخدام هذه التقنية على البشر وتحديد الشكل البشري للبروتين الناقل للكوليسترول في الدم. وفي المحصلة النهائية، يمكن استخدام هذه التقنية في المستشفيات للوصول الى معرفة الكيفية التي تتمزق فيها الترسبات الدهنية.

وعقب رئيس الفريق، طبيب القلب رمزي خميس على ذلك بالقول بأنه “من خلال هذا البحث نسعى الى نزع الترسبات القابلة للانفصال عن جدار الشرايين قبيل تسببها بحدوث نوبة قلبية. وستكون خطوتنا التالية تعديل التقنية التي استخدمناها هنا لنتمكن من تطبيقها على المرضى لتحديد الترسبات الخطرة.”

وأضاف: “نتطلع الى احتمال استخدام نفس المضاد الحيوي الذي طورناه لتصوير التسرب لتقديم الدواء مباشرة الى الترسب ذاته. ولهذا، فإننا لم نجد آلية تشخيص جديدة فقط، وإنما اكتشفنا أيضا أسلوبا جديدا لمعالجة هذا المرض المميت.”

وبدوره، قال المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية البروفيسور بيتر ويسبيرغ: “في كل عام يموت 100000 بريطاني بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية التي يسببها تمزق الترسبات الدهنية داخل الشرايين، حيث أن اكتشاف أية ترسبات يرجح إنفصالها عن جدار الشريان شكل هدفا رئيسيا للبحث الحالي.”

وتابع، “في حال تأكدها على مرضى القلب من البشر، يمكن أن تؤدي هذه التقنية الى تدخل مبكر من شأنه منع النوبة القلبية. يضاف الى ذلك، يمكن استخدام المضاد الموجه لإيصال الدواء مباشرة الى الترسبات غير المستقرة. والآن، يحتاج هذا الخط الواعد من البحث الى الاختبار مع المرضى.”

ومن جهته، عقب رئيس علوم الأوعية الدموية في جامعة إمبيريال كوليج على ذلك بالقول أن هذا البحث المثير يشق طريقا جديدا في التصوير الجزيئي لمرض القلب، وما كان له أن يتحقق لولا تمويل مؤسسة القلب البريطانية.

الدكتور الفلسطيني رمزي خميس في سطور

إستشاري أمراض القلب التدخلي وزميل الأبحاث في الأبحاث المؤسسة الوطنية البريطانية لأمراض القلب في جامعة أمبيريال كوليج في لندن. وباشر عمله العيادي والبحثي في حرم مستشفى هاميرسميث.

– تدرب د. خميس على طب القلب العام، وأمراض القلب التداخلية، وطلب القلب والأوعية الدموية المتعدية في جامعة إمبيريال كوليج والمستشفيات التابعة لها. وأنهى زمالته التداخلية في أمراض القلب في مستشى هاميرسميث.

وحصل على شهادة مستوى الاعتماد الإستشاري في طب القلب من من الكلية الملكية وشهادة الدكتوراة من جامعة أمبيريال كوليج في لندن عام 2014

– وكان قد تخرج من بريستول التدريب الطب العام عام 2000 وتدرب فيها وفي باث، وبعدها حظي بتدريب طب الطوارىء في ليدز وبعدها من قبل التدريب الطبي العام في مستشفى بارتس ومشروع التدريب الباطني في جامعة لندن.

كما درس في علم وظائف الأعضاء بجامعة بريستول عام 2002.

وكرم بزمالة الأكاديمية العيادية في طب القلب، والتي اشتملت

على التدريب العيادي والأكاديمي، الممول من المعهد الوطني للأبحاث الصحية والمعهد الوطني للقلب والرئة، إضاف الى الزمالة المنافسة في أمراض القلب التداخلية في جامعة هاميرسميث خلال الأعوام 2009- 2010 و2013 – 2014 . كما حصل على جائزة ويلكام ترست / جي.سي.كي للزمالة في الطب المتعدي، حيث أعد رسالته في الدكتوراة باشراف البروفسيريين هاسكارد وماثيوس.

وتضمنت اهتماماته البحثية تطوير استراتيجية تصوير متعددة الوسائط لتحديد الترسب الهش في الشرايين، وتطوير علامات بيولوجية جديدة لتقدير خطر الأوعية الدموية ولفهم دور المضادات في الشرايين.

وفي عام 2014، فاز الدكتور خميس بجائزة الجمعية البريطانية للأوعية الدموية للباحث الشاب، كما وصل الى النهائي في جائزة الباحث الشاب في جامعة أميريكين كوليديج للأوعية الدموية. كما وصل الى النهائيات في جائزة الجمعية البريطانية للشرايين للباحث الشاب للعام 2013. وفي نفس العام فاز بجائزة سفر بينكس للشرايين “جامعة هارفرد للطب.”

ويستمتع د. خميس بالتدريس العيادي وإعداد الطلبة للامتحانات وبخاصة طلبة الجامعات خلال الإمتحانات النهائية.